الفرق بين الحسد والغبطة


الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود ويوجد به حالتين وهما أما تمني النعمة مع زوالها عن المحسود أو تمني زوال النعمة فقط التي انعم الله بها على المحسود دون تمنيها.

الحسد

الحسد مرض اجتماعي من أمراض النفوس, وقد يكون الحسد لميزة في الشخص الاخر، كجمال، أو ذكاء، أو خلق حسن، أو أولاد، أو مال، وغيرها من صفات يفتقدها الحاسد وتشتهيها نفسه، ويتطلع إلى زوالها عن المحسود حتى يهنأ باله ويستقر حاله.

ولا يكاد يخلوا صاحب النعمة من الحسد وكما قيل “كل ذي نعمه محسود” والحسد من الصفات الذميمة القبيحة في الأنسان ويفتك بصاحبة ويرديه الى المهالك. وعرفه الفيلسوف أرسطو بأنه: “هو الألم الذي سببته من حسن حظ الآخرين”

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود” رواه الطبراني

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: “إياكم والحسد, فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”

قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً} النساء54

قول تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } الفلق5

قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يوسف5


الغبطة

الغبطة بالطبع تختلف بشكل كبير عن الحسد حيث أن الغبطة لا تعني تمني زوال النعمة من الآخرين ولكن تمني ما يوجد لدى الآخرين بدون تمني زوالها وهو أمر محمود وغير مذموم مثل الحسد حيث قد أشار العديد من علماء الدين على ان الغبطة هي نوع من أنواع الحسد ولكن الحسد المحمود وليس المذموم كما ذكرناه مسبقا.

حسد الغبطة هو مباح لقوله تعالى : ﴿فِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ المطففين 26

وقد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في باب المنافسة في الطاعات وأعمال البر والخير، كقوله عليه الصلاة والسلام: «لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ اتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار». رواه البخاري.

لا شك أن للحسد أضراراً كثيرة، منها قول السمرقندي (رحمه الله): “يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود، الأولى: غم لا ينقطع. الثانية: مصيبة لا يؤجر عليها. الثالثة: مذمة لا يحمد عليها. الرابعة: سخط الرب جل وعلا. الخامسة: يغلق عنه باب التوفيق”.

وقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله: والمقصود أن الحسد مرض من أمراض النفس, وهو غالب يخلص منه الا قليل من الناس, ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه.

وقول الحسن البصري “من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره”.

وقال بن الجوزي رحمه الله: اعلم أن الحسد يوجب طول السهر وقلة الغذاء, وردأة اللون, وفساد المزاج, ودوام الكمد أي: الحزن الشديد.

الوقاية من الحسد:

✔️ التوكل على الله.
✔️ المداومة على قراءة أية الكرسي.
✔️ ان لا يخاف المحسود من الحاسد.
✔️ تحذير الحاسد في حال معرفته.
✔️ تقوى الله عز وجل.

ويقول الشاعر:
اصبر على كيد الحسود ... فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله
أحدث أقدم